المعنى الشامل للدين الاسلامي

قد نكون في أعلى درجات الذهول من مفهوم الدين الذي قد تبين من خلال الحديث الشريف في قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فان استطاع ألا تقوم حتى يغرسها فليغرسها) ولكننا غفلنا عن أنه المعنى الحقيقي للإسلام ,وهو الذي يوضح أن الإسلام دين عبادة وعمل وليس عبادة فقط , فهو دين شامل وكامل ويصلح لكل زمان ومكان.

فهناك ما يوضح وبشكل أدق عن مفهوم الدين الاسلامي في سورة الفاتحة ,والتي افتتح فيها القرآن الكريم نظرا لشمولها على كل ما يتضمنه وكل ما نحتاج إليه في حياتنا. فهي تحوي على ثلاث افكار أساسية , أولها هي المعرفة الحقيقية لله تعالى, والثانية هي العبرة والعظة من الأمم السابقة, وأخيرا وليس آخراً هي منهج الحياة الذي يجب أن نتبعه.

ولو نظرنا بشكل مخصص ودقيق على قوله تعالى: ( واياك نعبد واياك نستعين) فهي تشمل على جناحي الاسلام , الاول هوالعبادة الاساسية لله تعالى كالصلاة والصوم والزكاة وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلا ففيها تكون التغذية الروحانية للمسلم, مما يبث في صدره الطمأنينة والامن والامل للإستمرار في هذه الحياة. أما الجانب الاخر فهي الجانب العملي الذي يشترط فيه النية الصالحة والخالصة ايضا لله تعالى بشكل رئيسي والتي يصلح بها المجتمع, كالتعليم والتطوير والانتاج والاستثمار والاستفادة من نعم الله بالشكل الصحيح, فاصلاح الارض عبادة , والاجتهاد في الدراسة عبادة , وقيادة السيارة بحرص وحذر عبادة . فالجانبان أساسيان في اتباع الدين الاسلامي ولا لاحد منهما أهمية اكثر من الاخرى. وذلك يظهر بشكل واضح في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم فهو لم يكن عليه الصلاة والسلام مجرد مؤدي لفروض الاسلام بشكل مثالي فقط بل كان يعمل ويأخد عمله قدوة في تسير الامور لوجه الله تعالى.

فلننطلق لهذه الحياة بهاذين الجناحين , مؤديين بذلك دورنا الاساسي في خلافة الارض تنفيذا لقوله تعالى: ( إني جاعل في الارض خليفة) بتعميرها والاستفادة من خيراتها التي سخرها الله عز وجل لنا إلى أن نلقى الله بوجه كريم.